خط النستعليق

عُرف عند العرب بالخط الفارسي نسبةً إلى مبدعيه ولأنه الخط الرئيسي في الأبجدية الفارسية والأردية، وعند الفرس أنفسهم بخط النسختعليق ثم النستعليق، وعند الأتراك بالتعليق.

بدأ إنتشار خط النستعليق على أيدي تلميذي مير علي التبريزي وهما “جعفر التبريزي” الذي كانت له رئاسة أربعين خطاطًا في بلاط أمير بايسنقر، و”أظهر التبريزي” الذي كان ينتقل دائمًا فسكن عدة الحواضر الإيرانية والإسلامية الكبرى، فانتشر أسلوبه في الخط ومن ضمنه هذا الخط.

وبعدهما ظهر العديد من الأساتذة الذين احترفوا هذا الخط وبرعوا وعلموا أسسه لتلاميذهم، قد استمرت سلسلة تعليم هذا الخط في العصر الصفوي مرورًا بالقاجاري وإلى اليوم إذ  يُدرّس خط النستعليق في المدارس الإيرانية وهذا النوع يسمى النستعليق التحريري.

لم يكتف مدرسو الخط  بتعليمه بل حسنوا فيه واخترعوا له أنواعاً أخرى راجت بدورها واكتسبت مكانة بين الخطوط الفارسية والعربية.

نتيجة لاهتمام الخطاطين الإيرانيين بالنستعليق الذي اختصوا به، فقد تفرعت منه ومعه خطوط أخرى مأخوذة عنه، من تلك الخطوط:

شكستة تعليق: مزيج من خط التعليق والخط الديواني، ظهر بالموازاة مع خط النستعليق.

شكستة نستعليق: كما يوحي اسمه فهو تكسير لقواعد خطي النسخ والتعليق سمي كذلك ثم اختُصر اسمه إلى خط الشكسته.

الخط الفارسي المتناظر: وقد كتبوا به الآيات والأشعار والحكم المتناظرة في الكتابة، بحيث ينطبق آخر حرف في الكلمة الأولى مع آخر حرف في الكلمة الأخيرة ويُسمي أيضًا خط المرآة الفارسي.

الخط الفارسي المختزل: كتب به الخطاطون الإيرانيون اللوحات التي تتشابه حروف كلماتها بحيث يُقرأ الحرف الواحد بأكثر من كلمة وهو خط صعب القراءة حتى على الخطاطين أنفسهم.

كل هذا الإهتمام بخط النستعليق يفرض أن يكون له سمات مميزة .

من حيث الممارسة والكتابة فإن خط النستعليق يتسم بالسهولة، سرعة الكتابة، والطواعية. فحركة القلم في هذا الخط أكثر حرية وراحة من النسخ.

ومن حيث الصورة فهو خط رقيق، أنيق ولين لا يخلو من تهذيب وسمو، دوائره جميلة ومناسبة، ومدّاته معتدلة، وحروفه سمينة ودقيقة وحادَّة.

لا يتطلب حركات التشكيل في رسمه إلا فيما ندر وللضرورات، في حين أن التنوين وعلامات الترقيم فيه مهمة. 

ان خط النستعليق قد استخدم عند الفرس في كتابة واستنساخ النصوص الأدبية وغير الدينية كالكتب و دواوين الشعر، لكن هذا لا يمنع وجود بعض المخطوطات الدينية بهذا الخط، كمصحف الخطاط “محمود النيسابوري”، الذي خطه بخط النستعليق.

كذلك عند العرب إذ ندر أن استُعمِل هذا الخط في القرآن أو الأحاديث أو الأدعية، و ذلك لميل هذا الخط الفني. بالتالي استخدموه في الفنون الزخرفية الاسلامية في المبني و الأواني الفخارية والعملات والنحت والمجوهرات والأختام والتوقيعات وما إلى ذلك مما يتطلب زخرفة فنية.

أما عند العثمانيين، فقد راج استعمال خط النستعليق في كتابة وثائق المحاكم الشرعية، والرسائل، ثم على شواهد القبور وحتى اللوحات الفنية.

ان كنت مهتما بخط النستعليق ومعجبا بأسلوبه اللين والطريف، فعليك ببرنامج ءمشق!

منصة ءمشق هي برنامج أونلاين للكتابة بعدة خطوط عربية وفارسية ومنها خط النستعليق، يغرس المعرفة بهذا الفن من خلال التعامل مع الخط.